وهي اثنا عشر برجا.
وأمّا ما روي عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ (١) : أنّ للشّمس ثلاثمائة وستّين برجا ، كلّ برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب ، تنزل كلّ يوم على برج منها ، فإذا غابت انتهت إلى حدّ بطنان العرش ، فلم تزل ساجدة إلى الغد ، ثمّ تردّ إلى موضع مطلعها ومعها ملكان يهتفان معها (٢).
فقد قيل (٣) فيه : إنّ سير الشّمس إنّما يكون في كلّ برج من البروج الاثني عشر ثلاثين يوما تقريبا ، فبهذا الاعتبار ينقسم كلّ منها إلى ثلاثين برجا ، فيصير ثلاثمائة وستّين.
و «البروج» القصور العالية ، سمّيت الكواكب بها لأنّها للسّيّارات ، كالمنازل لسكّانها. واشتقاقه من البرج لظهوره.
(وَزَيَّنَّاها).
في مجمع البيان (٤) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : بالكواكب النّيّرة.
(لِلنَّاظِرِينَ) (١٦) : للمعتبرين المستدلّين بها على قدرة مبدعها ، وتوحيد صانعها.
(وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ) (١٧) : فلا يقدر أن يصعد إليها ، ويوسوس إلى أهلها ، ويتصرّف في أمرها ، ويطّلع على أحوالها.
(إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) : بدل من «كلّ شيطان».
واستراق السّمع : اختلاسه سرّا.
وقيل (٥) : الاستثناء منقطع ، أي : ولكن من استرق السّمع.
قيل (٦) : استراق السّمع من سكّان السّموات ، إمّا لما بينهم من المناسبة في الجوهر ، أو بالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها.
والظّاهر من الأخبار الآتية ، أنّ الاستراق بالاختراق والاستماع.
(فَأَتْبَعَهُ) : فتبعه ولحقه.
(شِهابٌ مُبِينٌ) (١٨) : ظاهر للمبصرين.
__________________
(١) الكافي ٨ / ١٥٧ ، ح ١٤٨.
(٢) ليس في ب.
(٣) تفسير الصافي ٣ / ١٠٣.
(٤) المجمع ٣ / ٣٣١.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٥٣٩.
(٦) نفس المصدر والموضع.