وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : قال في قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) قال : «الخزانة» الماء الّذي ينزل من السّماء ، فينبت لكلّ ضرب من الحيوان ما قدّر الله له من الغذاء.
وفي روضة الواعظين (٢) للمفيد ـ رحمه الله ـ : وروي جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ـ عليهم السّلام ـ أنّه قال : في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البرّ والبحر.
قال : وهذا تأويل قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ).
(وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) قيل (٣) : حوامل ، شبّه الرّيح الّتي جاءت بخير من إنشاء سحاب (٤) ماطر بالحامل ، كما شبّه ما لا يكون كذلك بالعقيم. أو ملقّحات للشّجر والسّحاب ، ونظيره الطّوائح ، بمعنى : المطيحات ، في قوله :
ومختبط ممّا تطيح الطوائح.
وقرئ (٥) : «وأرسلنا الرّيح» على تأويل الجنس.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : قال : الّتي تلقّح الأشجار.
وفي تفسير العيّاشي (٧) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لا تسبّوا الرّيح ، فإنّها [بشر ، وإنّها نذر ،] (٨) وإنّها لواقح ، فاسألوا الله من خيرها وتعوّذوا به من شرّها.
(فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ) : فجعلناه لكم سقيا.
(وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) (٢٢) : قادرين متمكّنين من إخراجه ، نفى عنهم ما أثبته لنفسه.
أو حافظين في الغدران والعيون والآبار ، وذلك ـ أيضا ـ يدلّ على تدبير المدبّر ، كما تدلّ حركة الماء في بعض الأوقات من بعض الجهات على وجه ينتفع به النّاس ، فإنّ طبيعة الماء تقتضي الغور ، فوقوفه دون حدّ لا بدّ له من سببب مخصّص.
__________________
(١) تفسير القمّي ١ / ٣٧٥.
(٢) روضة الواعظين ١ / ٤٧.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٥٤٠.
(٤) أ ، ب : حجاب.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٥٤٠.
(٦) تفسير القمّي ١ / ٣٧٥.
(٧) تفسير العياشي ٢ / ٢٣٩ ، ح ٤.
(٨) ليس في ب.