مرجوم باللّعن مطرود من [مواضع] (١) الخير ، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه. وأنّ في علم الله السّابق [أنّه] (٢) إذا خرج القائم ـ عليه السّلام ـ لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة ، كما كان قبل ذلك مرجوما باللّعن (٣).
(وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ) : هذا الطّرد والإبعاد (إِلى يَوْمِ الدِّينِ) (٣٥) : فإنّه منتهى أمد اللّعن ، لأنّه يناسب أيّام التّكليف. ومنه زمان الجزاء وما في قوله : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) بمعنى آخر ينسى عنده هذه.
وقيل (٤) : إنّما حدّ اللّعن به ، لأنّه أبعد غاية يضر بها النّاس ، أو لأنّه يعذّب فيه بما ينسى اللّعن معه فتصير كالزّائل.
(قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي) : فأخّرني.
و «الفاء» متعلّقة بمحذوف دل عليه (فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ).
والمعنى : إذا طردتني فأخّرني (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (٣٦).
أراد أن يجد فسحة في الإغواء ، أو نجاة من الموت إذ لا موت بعد أن يجد وقت البعث. فأجابه إلى الأوّل دون الثّاني (قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) (٣٧) (إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (٣٨) : المسمّى فيه أجلك عند الله.
وفي كتاب الخصال (٥) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : رنّ (٦) إبليس أربع رنّات : أوّلهنّ يوم لعن ، وحين اهبط إلى الأرض.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب علل الشّرائع (٧) ، بإسناده إلى يحيى بن أبي العلاء الرّازيّ : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه وقد سئل عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ لإبليس : (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ، إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ).
قال ـ عليه السّلام ـ : ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصّور نفخة واحدة ، فيموت إبليس ما بين النّفخة الأولى والثّانية.
__________________
(١ و ٢) من المصدر.
(٣) ليس في أ ، ب.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٥٤١.
(٥) الخصال ١ / ٢٦٣ ، ح ١٤١.
(٦) رنّ الرجل : صاح ورفع صوته بالبكاء.
(٧) العلل / ٤٠٢ ، ح ٢.