عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : [ألا وإنّ] (١) لكلّ شيء جوهرا وجوهر ولد آدم محمّد ونحن وشيعتنا ، [بعدنا] (٢) يا (٣) حبّذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله ، وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة! والله ، لولا أن يتعاظم النّاس ذلك أو يتداخلهم زهو لسلّمت عليهم الملائكة قبلا. والله ، ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلّا وله بكلّ حرف خمسون حسنة ، ولا في غير صلاة (٤) إلّا وله [بكلّ حرف] (٥) عشر حسنات. وإنّ للصّامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن كلّه ممّن خالفه [أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين] (٦) وأنتم والله في صلاتكم لكم (٧) أجر الصّافّين في سبيل الله ، وأنتم والله الّذين قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ). إنّما شيعتنا أصحاب الأربع (٨) الأعين : عينان في الرّأس وعينان في القلب. ألا وإنّ الخلائق كلّهم كذلك ، ألا وإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم.
(لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ) : تعب وعناء.
والجملة استئناف. أو حال بعد حال من الضّمير في «متقابلين».
(وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) (٤٨) : فإنّ تمام النّعمة بالخلود.
(نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٤٩) (وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ) (٥٠) : فارجوا رحمتي ، وخافوا عذابي. وذلك فذلكة (٩) ما سبق من الوعد والوعيد ، وتقرير له.
قيل (١٠) : وفي ذكر المغفرة دليل على أنّه لم يرد بالمتّقين من يتّقي الذّنوب بأسرها كبيرها وصغيرها ، وفي توصيف ذاته بالغفران والرّحمة دون التّعذيب ترجيح الوعد وتأكيده ، وفي عطف : (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) (٥١) : على (نَبِّئْ عِبادِي) تحقيق لهما بما يعتبرون به.
(إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً) ، أي : نسلّم عليك سلاما. أو سلّمنا سلاما.
(قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) (٥٢) : خائفون. وذلك لأنّهم دخلوا بغير إذن وبغير
__________________
(١ و ٢) من المصدر.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : غيره.
(٥ و ٦ و ٧) من المصدر.
(٨) المصدر : الأربعة.
(٩) الفذلكة : مجمل ما فصّل وخلاصته.
(١٠) أنوار التنزيل ١ / ٥٤٣.