(كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ).
(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١) : تبرّأ وجلّ عن أن يكون له شريك ، فيدفع ما أراد بهم.
وقرأ (١) حمزة والكسّائي ، بالتّاء ، على وفق قوله : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ). والباقون ، بالياء ، على تلوين الخطّاب ، أو على أنّ الخطّاب للمؤمنين ، أو لهم ولغيرهم لما نقل : أنّه لمّا نزلت (أَتى أَمْرُ اللهِ) فوثب النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ ورفع النّاس رؤوسهم ، فنزلت (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ).
(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ) قيل (٢) : بالوحي. أو القرآن ، فإنّه يحيى به القلوب الميّتة بالجهل ، أو يقوم في الدّين مقام الرّوح في الجسد.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) ، يعني : بالقوّة الّتي جعلها الله فيهم.
وعن أبي جعفر (٤) ـ عليه السّلام ـ يقول : بالكتاب والنّبوّة.
وقرأ (٥) ابن كثير وأبو عمرو : «وينزل» من أنزل.
وعن يعقوب (٦) ، مثله. وعنه : «تنزّل» ، بمعنى : تتنزّل.
وقرأ (٧) أبو بكر : «تنزّل» على المضارع المبنيّ للمفعول ، من التّنزيل.
(مِنْ أَمْرِهِ) : بأمره. أو من أجله.
(عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) : أن يتّخذه رسولا.
وفي أصول الكافي (٨) : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن سعد الإسكاف قال : أتى رجل أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ يسأله عن الرّوح : أليس هو جبرئيل؟
فقال له أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : جبرئيل من الملائكة والرّوح غير جبرئيل [فكرّر ذلك على الرّجل.
فقال له : لقد قلت عظيما من القول ، ما أحد يزعم أنّ الرّوح غير جبرئيل.] (٩)
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٥٤٨.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣ و ٤) تفسير القمّي ١ / ٣٨٢.
(٥ و ٦ و ٧) أنوار التنزيل ١ / ٥٤٨.
(٨) الكافي ١ / ٢٧٤ ، ح ٦.
(٩) من المصدر.