بدمائنا (١). والحاكم في حقّ نفسه ، هو العادل الّذين لا يحيف. والحاكم الّذي لا يجور ، فهو الله الواحد القهّار. واعلموا أنّ على كلّ شارع بدعة وزره ووزر كلّ مقتد من بعده ، من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيء. وسينتقم الله من الظلمة ، مأكلا بمأكل ومشربا بمشرب ، من لقم العلقم (٢) ومشارب الصبر (٣) الأدهم. فليشربوا بالصّلب (٤) من الرّاح السّمّ المذاق ، وليلبسوا دثار الخوف دهرا طويلا ، ولهم بكلّ ما أتوا وعملوا من أفاويق الصّبر الأدهم فوق ما أتوا وعملوا. أما إنّه لم يبق إلّا الزّمهرير من شتائهم (٥) ، وما لهم من الصّيف إلّا رقدة. ويحهم (٦) ما تزوّدوا (٧) وحملوا (٨) على ظهورهم من الآثام ، فيا مطايا الخطايا ويا زور الزّور (٩) وأوزار الآثام (١٠) مع الّذين ظلموا.
اسمعوا واعقلوا وتوبوا وابكوا على أنفسكم ف (سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ). فأقسم ثمّ أقسم ليتحمّلنّها بنو أميّة من بعدي وليعرفنّها في دار غيرهم عمّا قليل ، فلا يبعد الله إلّا من ظلم وعلى البادي ، يعني : الأوّل ، ما سهل (١١) ، لهم من سبل الخطايا ، مثل أوزارهم وأوزار كلّ من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة. (وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ).
وفي مجمع البيان (١٢) : روي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : أيّما داع دعا إلى الهدى فاتّبع ، فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء. وأيّما داع دعا إلى ضلالة فاتّبع ، عليه مثل أوزار من اتّبعه من غير أن ينقص من أوزارهم.
(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، أي : سوّوا منصوبات وحيلا ليمكروا بها رسل الله.
(فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) : فأتاها أمره من جهة العمد الّتي بنوا عليها بأن ضعضعت.
__________________
(١) ليس في ب : الثائر بدمائنا.
(٢) العلقم : الحنظل وكل شجر مرّ.
(٣) الصبر : عصارة شجر مرّ.
(٤) ب : بالصليب. والمصدر : بالصب.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : اشتائهم.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : وتحسبهم.
(٧) ب : زودوا.
(٨) المصدر : جمعوا.
(٩) بعض نسخ المصدر : ويا رزء الزور.
(١٠) المصدر : وزاد الآثام.
(١١) كذا في المصدر. وفي النسخ : فأسهل.
(١٢) المجمع ٣ / ٣٥٦.