حفص المؤذّن ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في رسالة طويلة إلى أصحابه : واعلموا أنّه ليس من علم الله ولا من (١) أمره ، أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقائيس. فقد أنزل الله القرآن ، وجعل فيه تبيان كلّ شيء ، وجعل للقرآن وتعلّم القرآن أهلا ، لا يسع أهل علم القرآن الّذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقايس ، أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه وخصّهم به ووضعه عندهم ، كرامة من الله أكرمهم بها. وهم أهل الذّكر الّذين أمر الله هذه الأمّة بسؤالهم ، وهم الّذين من سألهم ـ وقد سبق في علم الله أن يصدّقهم ويتّبع أثرهم ـ أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدى به إلى الله بإذنه إلى جميع سبل الحقّ. وهم الّذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمهم (٢) ، الّذين أكرمهم الله به وجعله عندهم ، إلّا من سبق عليه في علم الله الشّقاء في أصل الخلق تحت الأظلّة ، فأولئك الّذين يرغبون عن سؤال أهل الذّكر.
والّذين آتاهم [الله] (٣) علم القرآن ووضعه عندهم وأمر بسؤالهم. وأولئك الّذين يأخذون بأهوائهم (٤) ومقاييسهم حتّى دخلهم الشّيطان ، لأنّهم جعلوا أهل الإيمان في علم القرآن عند الله كافرين ، وجعلوا أهل الضّلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين (٥). وحتّى جعلوا ما أحلّ الله في كثير من الأمر حراما ، وجعلوا ما حرّم الله في كثير من الأمر حلالا ، فذلك أصل ثمرة أهوائهم.
وفيها خطبة (٦) لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وهي الخطبة الطّالوتية. قال فيها ـ عليه السّلام ـ : إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذّكر. فإذا أفتوكم ، قلتم : هو العلم بعينه. فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه.
وفي تفسير العيّاشي (٧) : عن أحمد بن محمّد بن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ قال : كتب إليّ إنّما (٨) شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ، وإذا خفنا خاف ، وإذا أمنا أمن.
__________________
(١) ليس في ب.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : علمه.
(٣) من المصدر.
(٤) المصدر : زيادة «وآرائهم».
(٥) أ ، ب ، ر : مرضيين.
(٦) الكافي ٨ / ٣٢ ، ذيل ح ٥.
(٧) تفسير العياشي ٢ / ٣٦١ ، ح ٣٣.
(٨) المصدر : عن أحمد بن محمد ، قال : كتب إليّ أبو الحسن الرضا ـ عليه السّلام ـ : عافانا الله وإيّاك أحسن عافية. إنّما الخ.