أنفسهم وأموالهم حتّى يهلكوا. من تخوّفته : إذا تنقّصته.
وفي تفسير العيّاشي (١) : عن إبراهيم بن عمر ، عمّن سمع أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ عهد نبيّ الله صار عند عليّ بن الحسين ، ثمّ صار عند محمّد بن عليّ ، ثمّ يفعل الله ما يشاء. فألزم هؤلاء. فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل ومعه راية رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عامدا إلى المدينة حتّى يمرّ بالبيداء ، فيقول : هذا مكان القوم الّذين خسف بهم وهي الآية الّتي قال الله : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ ـ) إلى قوله ـ : (فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ).
عن ابن سنان (٢) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ سئل عن قول الله : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ).
قال : هم أعداء الله ، وهم يمسخون ويقذفون ويسيحون في الأرض.
وفي روضة الكافي (٣) ، كلام لعليّ بن الحسين ـ عليه السّلام ـ في الوعظ والزّهد في الدّنيا : ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الدّنيا ، الّذين مكروا السيّئات. [فإنّ الله يقول في محكم كتابه : (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ]) (٤) (أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ). [أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلّبهم فما هم ، بمعجزين أو يأخذهم على تخوّف] (٥) فاحذروا ما حذّركم الله بما فعل بالظّلمة في كتابه ، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض (٦) ما توعّد به القوم الظّالمين في الكتاب. والله ، لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم. فإنّ السّعيد من وعّظ بغيره.
(فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٤٧) : حيث لا يعاجلكم بالعقوبة.
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) : استفهام إنكار ، أي : قد رأوا أمثال هذه الصّنائع ، فما بالهم لم يتفكّروا فيها؟ ليظهر لهم كمال قدرته وقهره ، فيخافوا منه.
و «ما» موصولة مبهمة ، بيانها (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ) ، أي : أو لم ينظروا إلى المخلوقات الّتي لها ظلال متفيّئة.
وقرأ (٧) حمزة والكسائي : «تروا» بالتّاء. وأبو عمرو : «تتفيّؤ» بالتّاء.
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ / ٢٦١ ، ح ٣٤.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ٢٦١ ، ح ٣٥.
(٣) الكافي ٨ / ٧٤ ، ح ٢٠٩.
(٤ و ٥) من المصدر.
(٦) أ ، ر : بعضكم.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٥٥٧.