وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : يقول : ألسنتهم الكاذبة.
(أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) ، أي : عند الله ، كقوله : (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) (٢).
وقرئ (٣) : «الكُذُب» جمع ، كذوب. صفة للألسنة.
(لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) : ردّ لكلامهم ، وإثبات لضدّه (٤).
(وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) (٦٢) : مقدمون إلى النّار. من أفرطته في طلب الماء : إذا قدّمته.
وقرأ (٥) نافع ، بكسر الرّاء. على أنّه من الإفراط في المعاصي.
وقرئ (٦) ، بالتّشديد مفتوحا ، من فرطته في طلب الماء. ومكسورا ، من التّفريط في الطّاعات.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٧) ، أي : معذّبون.
(تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) : فأصرّوا على قبائحها ، وكفروا بالمرسلين.
(فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ) : في الدّنيا ، وعبرّ باليوم عن زمانها. أو فهو وليّهم حين كان يزيّن لهم. أو يوم القيامة على أنّه حكاية حال ماضية ، أو آتية.
ويجوز أن يكون الضّمير لقريش ، أي : زيّن الشّيطان للكفرة المتقدّمين أعمالهم ، وهو وليّ هؤلاء اليوم يغويهم. وإن يقدّر مضاف ، أي : فهو ولي أمثالهم ، و «الوليّ» القرين والنّاصر ، فيكون نفيا للنّاصر لهم على أبلغ الوجوه.
(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٦٣) : في القيامة.
(وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ) : للنّاس.
(الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ) : من المبدأ والمعاد ، والحلال والحرام.
(وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٦٤) : معطوفان على محلّ «لتبيّن» ، فإنّهما فعلا المنزل بخلاف التّبيين.
__________________
(١) تفسير القمّي ١ / ٣٨٦.
(٢) فصّلت / ٥٠.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٥٦٠.
(٤) ب : إثبات ضدّه.
(٥ و ٦) أنوار التنزيل ١ / ٥٦٠.
(٧) تفسير القمّي ١ / ٣٨٦.