فيندفع] (١) الزّائد أوّلا إلى الرّحم (٢) لأجل الجنين. فإذا انفصل ، انصبّ ذلك الزّائد أو بعضه إلى الضّروع. فيبيضّ بمجاورة لحومها الغدديّة البيض ، فيصير لبنا. ومن تدبّر في (٣) صنع الله ـ تعالى ـ في إحداث الأخلاط والألبان وإعداد مقارّها (٤) ومجاريها والأسباب المولّدة لها والقوى المتصرّفة (٥) فيها كلّ وقت على ما يليق به ، اضطرّ إلى الإقرار بكمال حكمته وتناهي رحمته.
و «من» الأولى تبعيضيّة ، لأنّ اللّبن بعض ما في بطونها. والثّانية ابتدائيّة ، كقولك : سقيت من الحوض. لأنّ بين الفرث والدّم المحلّ الّذي يبتدأ منه الإسقاء.
وهي متعلّقة «بنسقيكم». أو حال من «لبنا» قدّمت عليه ، لتنكيره وللتّنبيه على أنّه موضع العبرة.
(خالِصاً) : صافيا ، لا يستصحب لون الدّم ولا رائحة الفرث. أو مصفّى عمّا يصحبه من الأجزاء الكثيفة ، بتضييق مخرجه.
(سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) (٦٦) : سهل المرور في حلقهم (٦).
وقرئ (٧) : «سيغا» بالتّشديد والتّخفيف.
وفي الكافي (٨) : عليّ بن إبراهيم ، عن النّوفليّ ، عن السّكونيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ليس أحد يغصّ بشرب اللبّن ، لأنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ جعله لبنا خالصا سائغا للشّاربين.
الحسين بن محمّد (٩) ، عن السياري (١٠) ، عن عبيد الله (١١) بن أبي عبد الله الفارسيّ ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال رجل : إني أكلت لبنا فضرّني.
قال : فقال أبو عبد الله [ـ عليه السّلام ـ : لا والله ،] (١٢) ما يضرّ لبن قطّ. ولكنّك
__________________
(١) من المصدر.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : أو الى الرحم.
(٣) يوجد في أ ، ب.
(٤) أ ، ب : مقاربها.
(٥) أ ، ب ، ر : المنصرفة.
(٦) أ ، ب ، ر : سقيهم.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٥٦١.
(٨) الكافي ٦ / ٣٣٦ ، ح ٥.
(٩) نفس المصدر والموضع ، ح ٤.
(١٠) كذا في المصدر. وفي النسخ : يساوي.
(١١) كذا في المصدر وجامع الرواة ١ / ٥٢٧. وفي النسخ : عبد الله.
(١٢) ليس في أ ، ب ، ر.