(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) : بالتّوسط في الأمور.
وفي كتاب الخصال (١) : عن السّكونيّ ، عن أبي عبد الله ، جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ ـ عليهم السّلام ـ [عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (٢) قال : تكلّم النّار يوم القيامة ثلاثة : أميرا وقارئا وذا ثروة من المال. فتقول (٣) للأمير : يا من وهب الله له سلطانا ولم يعدل. فتزدرده ، كما يزدرد الطّير حبّ السّمسم. وتقول للقارئ (الحديث).
(وَالْإِحْسانِ) ، أي : إحسان الطّاعات. وهو إمّا بحسب الكمّيّة ، كالتّطوّع بالنّوافل.
أو بحسب الكيفيّة ، كما قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : الإحسان ، أن تعبد الله ، كأنّك تراه. فإن لم تكن تراه ، فإنّه يراك.
(وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) : وإعطاء الأقارب ما يحتاجون إليه. وهو تخصيص بعد تعميم ، للمبالغة.
(وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) : عن الإفراط في مشايعة القوّة الشّهويّة ، كالزّنا. فإنّه أقبح أحوال الإنسان وأشنعها.
(وَالْمُنْكَرِ) : ما ينكره العقل.
(وَالْبَغْيِ) : بالاستعلاء والاستيلاء على النّاس ، والتّجبّر عليهم بغير حقّ.
وفي كتاب معاني الأخبار (٤) ، بإسناده إلى عمرو بن عثمان التّيميّ القاضي قال : خرج أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة.
فقال : أين أنتم من كتاب الله ـ تعالى ـ.
قالوا : يا أمير المؤمنين ، في أيّ موضع؟
فقال : في قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ). فالعدل الإنصاف. والإحسان التّفضّل.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : قال : «العدل» شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا
__________________
(١) الخصال ١ / ١١١ ، ح ٨٤.
(٢) من المصدر.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : يقول.
(٤) المعاني / ٢٥٧ ، ح ١.
(٥) تفسير القمّي ١ / ٣٨٨.