ردّوها إلى حيث جاءت منه.
(وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) : على زعمكم.
(وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ) : من الإيمان.
وقرئ (١) : «تدعونا» بالإدغام.
(مُرِيبٍ) (٩) : موقع في الرّيبة. أو ذي ريبة ، وهي قلق النّفس وأن لا تطمئنّ إلى شيء.
(قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌ) ادخلت همزة الإنكار على الظّرف ، لأنّ الكلام في المشكوك فيه لا في الشّكّ (٢) ، أي : إنّما ندعوكم إلى الله ، وهو لا يحتمل الشّكّ لكثرة الأدّلة وظهور دلالتها عليه. وأشار إلى ذلك بقوله : (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : وهو صفة. أو بدل ، و «شكّ» مرتفع بالظّرف.
(يَدْعُوكُمْ) : إلى الإيمان ببعثه إيّاناً (٣) (لِيَغْفِرَ لَكُمْ). أو يدعوكم إلى المغفرة ، كقولك : دعوته لينصرني. على إقامة المفعول له مقام [المفعول] (٤) به (٥).
(مِنْ ذُنُوبِكُمْ).
قيل (٦) : أي : بعض ذنوبكم ، وهو ما بينكم وبينه ـ تعالى ـ. فإنّ الإسلام يجبّه دون المظالم.
وقيل (٧) : جيء «بمن» في خطاب الكفّار دون المؤمنين في جميع القرآن ، تفرقة بين الخطابين. ولعلّ المعنى فيه : أنّ المغفرة حيث جاءت في خطاب الكفّار مرتّبة على الإيمان ، وحيث جاءت في خطاب المؤمنين مشفوعة بالطّاعة والتّجنّب عن المعاصي ونحو ذلك ، فتتناول الخروج عن المظالم (٨).
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٦.
(٢) لأنّ القاعدة أن يلي الهمزة ما يتعلّق به الغرض وهو الله تعالى.
(٣) كذا في أنوار التنزيل ١ / ٥٢٦. وفي النسخ : «ببعثه إلى الإيمان» بدل «إلى الايمان ببعثه إيّانا».
(٤) من المصدر.
(٥) فتكون «اللّام» بمعنى «إلى» والفعل بمعنى المصدر.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٦.
(٧) نفس المصدر والموضع.
(٨) أي : تتناول خطاب المؤمنين الخروج عن