(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ) : ويدعو الله عند غضبه بالشّرّ على نفسه وأهله وماله.
أو يدعو فيما يحسبه خيرا وهو شرّ.
(دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) ، مثل دعائه بالخير.
(وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) (١١) : يسارع إلى كلّ ما يخطر بباله ولا ينظر عاقبته.
وقيل (١) : المراد : آدم ـ عليه السّلام ـ فإنّه لمّا انتهى الرّوح إلى سرّته ذهب لينهض ، فسقط.
نقل (٢) : أنّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ دفع أسيرا إلى سودة بنت زمعة ، فرحمته لأنينه ، فأرخت أكتافه فهرب ، فدعا عليها بقطع اليد ثمّ ندم ، فقال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : الّلهمّ ، إنّما أنا بشر ، فمن دعوت عليه فاجعل دعائي رحمة عليه. فنزلت.
ويجوز أن يراد بالإنسان : الكافر ، وبالدّعاء : استعجاله بالعذاب استهزاء ، كقول النّضر بن الحارث : الّلهمّ ، انصر خير الحزبين (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ) (الآية) (٣) فأجيب له ، فضرب عنقه يوم بدر صبرا.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : ثمّ عطف على [آل محمّد] (٥) بني أميّة فقال : (وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
قوله : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) قال : يدعو على أعدائه (٦) بالشّرّ ، كما يدعو لنفسه بالخير ويستعجل الله بالعذاب ، وهو قوله : (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً).
وفي مصباح الشّريعة (٧) : قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : واعرف طريق نجاتك وهلاكك كيلا تدعو (٨) الله بشيء عسى فيه هلاكك وأنت تظنّ أنّ فيه نجاتك ، قال الله ـ تعالى ـ : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً).
وفي تفسير العيّاشيّ (٩) : عن سلمان الفارسيّ قال : إنّ الله لمّا خلق آدم ، فكان (١٠)
__________________
(١ و ٢) أنوار التنزيل ١ / ٥٧٩.
(٣) الأنفال / ٣٢.
(٤) تفسير القمّي ٢ / ١٤.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : يدعو لأعدائه.
(٧) مصباح الشريعة / ١٣٢.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : لا تدعو.
(٩) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٨٣ ، ح ٢٦.
(١٠) المصدر : وكان.