أوّل ما خلق عيناه ، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق. فلمّا حانت أن يتبالغ الخلق (١) في رجليه ، فأراد القيام ، فلم يقدر. وهو قول الله : خلق (٢) الإنسان عجولا. وإنّ الله لمّا خلق آدم ونفخ فيه ، لم يلبث أن تناول عنقود العنب فأكله (٣).
عن هشام بن سالم (٤) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لمّا خلق الله (٥) آدم ، و (٦) نفخ فيه من روحه ، وثب ليقوم قبل أن يتمّ خلقه فسقط ، فقال الله ـ عزّ وجلّ ـ : وخلقنا (٧) الإنسان عجولا.
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ) : تدلّان على القادر الحكيم بتعاقبهما على نسق واحد بإمكان غيره.
(فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) ، أي : الآية الّتي هل اللّيل بالإشراق. والإضافة فيها للتّبيين ، كإضافة العدد إلى المعدود.
(وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) : مضيئة. أو مبصرة للنّاس ، من أبصره. أو مبصرا أهله ، كقولهم : أجبن الرّجل : إذا كان أهله جبناء.
وقيل (٨) : الآيتان القمر والشّمس ، وتقدير الكلام : وجعلنا نيري اللّيل آيتين ، أو جعلنا اللّيل والنّهار ذوي آيتين ، ومحو آية اللّيل الّتي هي القمر جعلها مظلمة في نفسها مطموسة النّور ، أو نقص نورها شيئا فشيئا إلى المحاق ، وجعل آية النّهار الّتي هي الشّمس مبصرة جعلها ذات شعاع تبصر الأشياء بضوئها.
(لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) : لتطلبوا في بياض النّهار أسباب معاشكم ، وتتوصّلوا به إلى استبانة أعمالكم.
(وَلِتَعْلَمُوا) : باختلافهما ، أو بحركاتهما.
(عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) : جنس الحساب.
(وَكُلَّ شَيْءٍ) : تفتقرون إليه في أمر الدّين والدّنيا.
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : فلمّا جاء به لم يبلغ الخلق.
(٢) المصحف : كان.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ بدل العبارة الأخيرة : لم يستجمع أن يتناول عنقودا فأكله.
(٤) نفس المصدر ، ح ٢٧.
(٥ و ٦) ليس في المصدر.
(٧) المصدر : «خلق» بدل «وخلقنا». وفي المصحف : «وكان».
(٨) أنوار التنزيل ١ / ٥٧٩.