ادعوا لي أخي. فأرسلوا إلى عليّ ـ عليه السّلام ـ فدخل ، فولّيا وجوههما إلى الحائط وردّا (١) عليهما ثوبا ، فأسرّ إليه (٢) والنّاس محتوشوه (٣) وراء الباب ، فخرج عليّ ـ عليه السّلام ـ فقال له رجل من النّاس : أسرّ إليك نبيّ الله شيئا؟
فقال : نعم ، أسرّ إليّ ألف باب في كلّ باب ألف باب.
قال : ووعيته؟
قال : نعم ، وعقلته.
قال : فما السّواد الّذي في القمر؟
قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول (٤) : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ ـ إلى قوله ـ النَّهارِ مُبْصِرَةً).
قال له الرّجل : عقلت ، يا عليّ ، [ووعيت] (٥).
وفي كتاب علل الشّرائع (٦) ، بإسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلم ، أنّه سأل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال : ما بال الشّمس والقمر لا يستويان في الضوء (٧) والنّور؟
قال : لمّا خلقهما الله ـ عزّ وجلّ ـ أطاعا ولم يعصيا شيئا ، فأمر الله ـ عزّ وجلّ ـ جبرئيل ـ عليه السّلام ـ أن يمحو ضوء القمر فمحاه ، فأثّر المحو (٨) في القمر خطوطا سوداء ، ولو أنّ القمر ترك على حاله بمنزلة الشّمس لم يمح (٩) لما عرف اللّيل من النّهار ولا النّهار من اللّيل ، ولا علم الصّائم كم يصوم ، ولا عرف النّاس عدد السّنين ، وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ) (الآية).
قال : صدقت ، يا محمّد.
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب الاحتجاج (١٠) للطّبرسي ـ رضي الله عنه : وروى القاسم بن معاوية ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : لمّا خلق الله ـ عزّ وجلّ ـ القمر كتب عليه : لا إله
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : ردى.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : «فأسدى» بدل «فأسرّ إليه».
(٣) المصدر : محتوشون. واحتوش القوم فلانا : اجتمعوا عليه ، وجعلوه في وسطهم.
(٤) المصدر : قال.
(٥) ليس في المصدر.
(٦) العلل / ٤٧٠ ، ح ٣٣.
(٧) كذا في ب. وفي غيرها : الصغر. (٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : المحوق.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : لم يمسح. (١٠) الاحتجاج / ١٥٨.