أعناقهم (١). قال الله ـ تعالى جلّ ذكره ـ : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) ، يعني : الولاية. فأخذتني الرّقّة ، واستولت عليّ الأحزان.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) يقول : خيره وشرّه معه حيث كان ، لا يستطيع فراقه حتّى يعطى كتابه يوم القيامة بما عمل.
وفي تفسير العيّاشي (٣) : عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ عن قوله : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) قال (٤) : قدره الّذي قدر عليه.
(وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً) : هي صحيفة عمله. أو نفسه المنتقشة بآثار أعماله ، فإنّ الأفعال الاختياريّة تحدث في النّفس أحوالا ولذلك يفيد تكريرها لها ملكات.
ونصبه ، بأنّه مفعول. أو حال من مفعول محذوف ، وهو ضمير الطّائر ، ويعضده قراءة يعقوب (٥) : «ويخرج» ـ من خرج ـ وغيره : «ويخرج».
وقرئ (٦) : «ويخرج» ، أي : الله ـ عزّ وجلّ ـ.
(يَلْقاهُ مَنْشُوراً) (١٣) : لكشف الغطاء. وهما صفتان للكتاب ، أو «يلقاه» صفة و «منشورا» حال من مفعوله.
وقرأ ابن عامر (٧) : «يلقاه» على البناء للمفعول ، من لقيته كذا.
(اقْرَأْ كِتابَكَ) : على إرادة القول.
(كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (١٤) ، أي : كفى نفسك ، و «الباء» مزيده و «حسيبا» تمييز و «على» صلته ، لأنّه إمّا بمعنى : الحاسب ، كالصّريم بمعنى :
__________________
(١) المصدر : أعناقهم الّتي.
(٢) تفسير القمّي ٢ / ١٧.
(٣) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٧٤ ، ح ٣٢.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : كان.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٥٨٠.
وقوله : «ويعضده قراءة يعقوب» ، أي : ويقوّي الحاليّة قراءة يعقوب ، لأنّه على هذه القراءة لا يحتمل إلّا الحاليّة فيكون حالا من فاعل «يخرج».
(٦ و ٧) نفس المصدر والموضع.