الله ـ عزّ وجلّ ـ خوفا فتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا الله ـ تبارك وتعالى ـ طلب الثّواب فتلك عبادة الاجراء ، وقوم عبدوا الله ـ عزّ وجلّ ـ حبّا له فتلك عبادة الأحرار ، وهي (١) أفضل العبادات (٢).
وفي نهج البلاغة (٣) : هذا ما أمر (٤) به عبد الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين في ماله ابتغاء وجه الله ، ليولجه به الجنّة فيعطيه به الأمنة (٥).
وفيه (٦) : وليس رجل ، فيما أعلم (٧) ، أحرص على جماعة أمّة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ وألفتها منّى (٨) ، أبتغي بذلك حسن الثّواب وكريم (٩) المآب.
وفي أمالي الصّدوق (١٠) ـ رحمه الله ـ ، بإسناده إلى النّبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : من صام يوما تطوّعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.
وبإسناده (١١) إلى الصّادق ، جعفر بن محمّد [عن أبيه] (١٢) ـ عليهما السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) (الآيات) حديث طويل ، ستقف بتمامه ـ إن شاء الله تعالى ـ في (هَلْ أَتى) (١٣). وفيه : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) [يقولون : لا نريد جزاء تكافئوننا (١٤) به ، ولا شكورا] (١٥) تثنون علينا به ، ولكنّا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
(كُلًّا) ، أي : كلّ واحد من الفريقين. والتّنوين بدل من المضاف إليه.
(نُمِدُّ) : بالعطاء مرّة بعد أخرى ، ونجعل آنفه مدد السّالفة.
(هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ) : بدل من «كلّا».
(مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) : من معطاه ، متعلّق «بنمدّ».
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : «فتلك» بدل «وهي».
(٢) المصدر : العبادة.
(٣) النهج / ٣٧٩ ، الكتاب ٢٤.
(٤) يوجد في ب بعدها زيادة : الله.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : ابتغاء وجه ربّه ليولجني به الجنّة ويعطني الأمنة.
(٦) نفس المصدر / ٤٦٦ ، الكتاب ٧٨.
(٧) المصدر : «فاعلم» بدل «فيما أعلم».
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : «والفقهاء متى» بدل «وألفتها منّي».
(٩) المصدر : كرم.
(١٠) الأمالي / ٤٤٢ ، ح ٢.
(١١) نفس المصدر / ٢١٥ ، ح ١١.
(١٢) من المصدر.
(١٣) الدّهر / ١.
(١٤) المصدر : تكلّفوننا.
(١٥) ليس في ب.