قيل (١) : هو ما يسيل من جلود أهل النّار.
في مجمع البيان (٢) : (وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) ، أي : ويسقى ممّا يسيل من الدّم والقيح من فروج الزّواني في النّار. عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ.
وروى أبو أمامة (٣) ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : يقرّب إليه فيكرهه.
فإذا ادني منه شوى وجهه (٤) ووقعت (٥) فروة رأسه ، فإذا شرب قطّع أمعاءه حتّى يخرج من دبره ، يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) ويقول : (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ).
وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من شرب الخمر لم تقبل صلاته أربعين يوما ، فإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقّا على الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يسقيه من طينة خبال ، وهو صديد أهل النّار وما يخرج من فروج الزّناة ، فيجتمع ذلك في قدور جهنّم ، فيشربه أهل النّار فيصهر به ما في بطونهم والجلود. رواه شعيب (٦) بن واقد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الصّادق ، عن آبائه ـ عليهم السّلام ـ ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٧) : قال يقرّب إليه فيكرهه ، وإذا ادني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه ، فإذا شرب تقطّعت أمعاؤه وفرقت (٨) تحت قدميه ، وأنّه يخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا وقيحا.
ثمّ قال : وإنّهم ليبكون حتّى تسيل من دموعهم [فوق] (٩) وجوههم جداول ، ثمّ تنقطع الدّموع فتسيل الدّماء ، حتّى لو أنّ السّفن لو أجريت فيها لجرت ، وهو قوله : (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ).
(يَتَجَرَّعُهُ) : يتكلّف جرعه (١٠).
وهو صفة «الماء» ، أو حال من الضّمير في «يسقى».
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) المجمع ٣ / ٣٠٨.
(٣) المجمع ٣ / ٣٠٨.
(٤) ليس في أ ، ب ، ر.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : وقع.
(٦) كذا في المصدر وتنقيح المقال ٢ / ٨٨. وفي النسخ : شبيب.
(٧) تفسير القمّي ١ / ٣٦٨.
(٨) المصدر : «مزّقت إلى». والأظهر : مرقت ، أي : خرجت ، أو : ذهبت.
(٩) من المصدر.
(١٠) كذا في أ ، ب. وفي سائر النسخ : جرعته.