سربالا من سرابيل أهل النّار علّق بين السّماء والأرض ، لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه (١).
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي نهج البلاغة (٢) : قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : وألبسهم سرابيل القطران ومقطّعات النّيران ، في عذاب قد اشتدّ حرّه ، وباب قد أطبق على أهله.
وفي كتاب الخصال (٣) : عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ النّائحة إذا لم تتب (٤) قبل موتها ، تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.
(لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ) ، أي : يفعل بهم ذلك ليجزي الله كلّ نفس مجرمة.
(ما كَسَبَتْ). أو كلّ نفس من مجرمة أو مطيعة ، لأنّه إذا بيّن أنّ المجرمين معاقبون لإجرامهم علم أنّ المطيعين يثابون لطاعتهم ، ويتعيّن ذلك إن علّق «اللّام» «ببرزوا» (٥).
(إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٥١) : لأنّه لا يشغله حساب عن حساب.
(هذا) : إشارة إلى القرآن. أو السّورة. أو ما فيه من العظة والتّذكير. أو ما وصفه بقوله : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً).
(بَلاغٌ لِلنَّاسِ) : كفاية لهم في الموعظة.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ) ، يعني : محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
(وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) : عطف على محذوف ، أي : لينصحوا ولينذروا بهذا البلاغ ، فتكون «اللّام» متعلّقة بالبلاغ.
ويجوز أن تتعلّق بمحذوف ، تقديره : ولينذرا به أنزل أو تلي.
وقرئ (٧) ، بفتح الياء. من نذر به : إذا علمه (٨) واستعدّ له.
__________________
(١) الوهج : حرارة النّار.
(٢) النهج / ١٦٢ الخطبة ١٠٩.
(٣) الخصال ١ / ٢٢٦ ، ح ٦٠.
(٤) أ ، ب ، ر : تثبت.
(٥) لأنّ ضمير «برزوا» راجع إلى جميع الخلائق المؤمنين والمجرمين ، فيكون الجزاء شاملا للإثابة والعقوبة. وأمّا إذا كان اللّام متعلّقا «بتغشى» كان صريحا لبيان حال المجرمين ، وحال المؤمنين تعلم بالمقايسة.
(٦) تفسير القمّي ١ / ٣٧٢.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٥٣٦.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : علم.