وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٢٠٣)
آيات ثمان كعدد أبواب الجنة الثمان ، تختص بفرض الحج والعمرة ، تعريفا بهما حكما وموضوعا وشروطا وظروفا ، ولا سيما بالنسبة للحج الأكبر وبعده العمرة ، والآية الأولى منها بيان فرضهما إتماما ، وهل هي أوّل ما نزلت بفرضهما؟.
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ...) قد تلمح أن لفرضهما سابقة! حيث الإتمام لفرض ليس له دور إلّا بعد فرضه ، والإحصار يلمح أن له سابقه ، وقد أحصروا في الحديبية سنة ست من الهجرة ، أم وسبقت هذه الثمان آيات الحج في الحج المدنية : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) (٢٧) ، ثم وآل عمران بالمدينة (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (٩٧) ثم ترى «أتموا ..» أمر بإتمام الناقص منها فسادا لما يفسدها ، ام قبل التمام في غير الفاسد؟ مما يدل على وجوب إتمام الفاسد منهما مهما وجب في القابل كفارة وعقوبة ، ووجوب إتمام البادئ فيهما مهما كانا مندوبين ، فلا تدل ـ إذا ـ على وجوبهما رأسا ، اللهم الا ما دلت على وجوب الحج ثم العمرة بشروطها ، دون ان تدل هي على وجوبها!.
وذلك بعيد كل البعد عن بليغ التعبير وفصيحه إذ لم يسبق هنا سابق البدء بهما صحيحا او فاسدا حتى يؤمر هنا بإتمامهما فيهما! مما قد يؤيد سبق آية الإتمام آيتي فرض الحج.