(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ١٩٩.
«أفيضوا» هنا كما «أفضتم من عرفات» دليل واجب الوقوف فيه كما فيها ، و «ثم» مما يدل على واجب المكوث في الوقوف ، مهما كفى مسماه عند الاضطرار وهو الركن ، فانما واجبه هو متعود الوقوف حسب السنة القطعية ، ثم معنى ثان ل «ثم» أن تكون بيانا ل «حيث أفاض» من عرفات والمشعر الحرام ، وتراها إفاضة من عرفات؟ وقد ذكرت ، ثم تنافيها «ثم» المراخية لهذه الإفاضة عما سلفت من عرفات!.
أم هي ـ فقط ـ الإفاضة من المشعر الحرام ـ وطبعا ـ إلى منى؟ وهي الظاهرة من «ثم» أم تعني الإفاضتين ، مهما ذكرت الأولى أولا ، حيث الإفاضة هنا «من حيث أفاض الناس» زمانا ومكانا وكيفا ، استنانا بسنة الناس وهم الموحدون السابقون ، المؤتمون أئمتهم المرسلين ، دون النسناس التاركين الإفاضة من عرفات ، والمنحرفين في إفاضتهم من المشعر الحرام ، ولأن «أفيضوا» هنا مطلقة عن المشعر الحرام فقد تشمل معه عرفات؟ قد يؤيد ثالث ثلاثة حيث تتحمله الآية ، وتدل عليه صحيح الرواية (١).
__________________
(١) كصحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : إذا غربت الشمس في عرفة فأفض مع الناس ... فان الله تعالى يقول (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ..) (التهذيب ٥ : ١٨٧ والكافي ١ : ٢٩٤) ورواه في المجمع عن الباقر (عليه السّلام).
وفي تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في الآية قال : أولئك قريش كانوا يقولون : نحن اولى الناس بالبيت ولا يفيضون إلّا من المزدلفة فأمرهم الله ان يفيضوا من عرفة.
أقول : قد مرت روايات اخرى في هذا المعنى فلا نعيدها.
وفي الدر المنثور ١ : ٢٢٦ ـ ٢٢٧ روايات متظافرة عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ـ