وأئمة اهل بيته الطاهرين الذين هم أولى الناس ، فإنهم أئمة الناس الشامل لمثل إبراهيم وإسماعيل (١).
فالناس الأول المعصومون هم الناس ، والمسلمون ككل على مراتبهم هم أشباه الناس ، وسائر الناس هم النسناس.
فمن خالف إفاضة الناس ليس هو لا من الناس ولا من أشباه الناس ، فإن شرعة إله الناس هي الشرعة الجمعية الجماعية الوحدوية ، دون تفرق في شعائرهم أيادي سبا ، مهما اختلفت آراءهم ونظراتهم حول الهلال وسواه ، فإنهم يقدمون الواجب الأهم ، وهو الحفاظ على شعائرية الحج بكل مناسكه.
ألا يا عارفا في عرفات ، ويا شاعرا دقيقا رقيقا في المشعر الحرام ، قف حيث وقف الناس ، ثم أفض حيث أفاض الناس ، دون استقلالية لك ، ولا استقلالية لأهل الحرم عن سواهم فلا يقفون في عرفات لأنها خارج الحرم ، ام لأقلية خاصة لاختلاف في الهلال أماهيه ، فإن الإسلام ولا سيما في هذا الموقف الجمعي ، ليس ليعرف حرما عن سواه ، ولا حرما متخيلة ، بل ولا نظرات واقعية ، حيث تذوب كلها في تلك الشعائر الجماهيرية ، رعاية للأهم الأتم.
__________________
(١) المصدر في روضة الكافي بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال سمعت علي بن الحسين (عليهما السّلام) يقول : إن رجلا جاء الى امير المؤمنين (عليه السّلام) فقال : أخبرني ان كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس؟ فقال امير المؤمنين (عليه السّلام) يا حسين أجب ، فقال الحسين (عليه السّلام) أما قولك أخبرني عن الناس فنحن الناس ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في كتابه (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) وشيعتنا أشباه الناس وسائر الناس نسناس.
وقد روي مثلها عن الامام الحسن (عليه السّلام) دون استدلال بالآية وانما «نحن الناس وشيعتنا أشباه الناس وسائر الناس نسناس».