فكما ان (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً) يختص بالمعسر منه ، كذلك (أَوْ عَلى سَفَرٍ) هو المعسر منه وقد تظافرت به نصوص السفر للإفطار والقصر.
صحيح ان هناك حدين يذكران للقصر والإفطار : ثمانية فراسخ (١) ومسيرة يوم او بياضه (٢) ولكن المسيرة هي الأصل الدائب ، والثمانية إمارة وقتية محددة بالزمن الذي مسيرة يومه هي الثمانية بأغلب السير والغالب على المسير ، كما هو الصريح من أحاديث المسيرة بل والثمانية ، ففي الموثق عن التقصير؟ قال : في بريد ، قلت : بريد؟ قال : انه ذهب بريدا ورجع بريدا فقد شغل يومه (٣) وذلك لشدة المسيرة كما في الصحيح ان اهل مكة يتمون الصلاة بعرفات؟ فقال : ويلهم او ويحهم واي سفر أشد منه؟ لا تتم (٤).
ومن أحكم الأحاديث الحاكمة بين نصوص الثمانية والمسيرة صحيحة فضل بن شاذان عن الإمام الرضا (عليه السّلام) انه سمعه يقول : إنما وجب القصر في ثمانية فراسخ لا أقل من ذلك ولا أكثر لأن ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل فوجب القصر في مسيرة يوم ولو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة الف سنة وذلك لأن كل يوم يكون بعد هذا اليوم فانما هو نظير هذا اليوم فلو لم يجب في هذا اليوم فما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله لا فرق
__________________
(١) من نصوصها صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليهما السّلام) قال : التقصير في بريد والبريد اربع فراسخ.
(٢) من نصوصها صحيحة علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السّلام) عن الرجل يخرج في سفره وهو مسيرة يوم؟ قال : يجب عليه التقصير في مسيرة يوم وان كان يدور في عمله (الوسائل ٥ : ٤٩٢ ح ١٦).
(٣) الوسائل ٤٩٦ ح ٩ رواه محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السّلام).
(٤) المصدر ٤٩٩ ح ١ رواه المشايخ الثلاثة في الكتب الاربعة بأسانيد صحيحة عن أبي عبد الله (عليه السّلام).