اشتراء وليس شراء ، وهو بمال وليس ابتغاء مرضاة الله مهما كان في مرضاة الله.
إنها منطبقة على كل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله على مدار الزمن بدرجاتهم في ذلك الشراء ، ومنهم حسب المروي عن أصدق مصداق لهذه الآية «الرجل يقتل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ٢٠٨.
هنا «السّلم» وفي غيرها «السلم والسلم» فالأخير هو تسليم النفس حالة الحرب ، وهو عرض الصلح كما هو لائح من آياته الست وكذلك الثاني من آيته ولكن «السّلم» ـ وهو الوحيد في كل القرآن ـ قد يزيد عليهما لازمه الى متعديه ، فان «الفعل» هو قياس مصدر المعدّى ، و «الفعل» هو هو متحركا ، ولكن «الفعل» يأتي لازما ومتعديا ، فقد يعني «السّلم» لازمه ومتعديه ، أن يكون الإنسان سليما في ذات نفسه مع فطرته وعقليته ، ومع حواسه وأعضاءه وكل نفسياته وذاتياته دونما نشوز وشذوذ ، ومن ثم تسليما كاملا للحق ، فقد يتسلم ظاهرا وليس مسلما في نفسه كمن يجنح للسّلم ، وإنما يسلم أمام القوة خوفة على نفسه ، وأما السّلم فهو السلامة في كافة الحقول أنفسية وآفاقية ولخالق الآفاق والأنفس كأصل للسّلم.
وهنا يؤمر (الَّذِينَ آمَنُوا) ـ وهم درجات ـ أن (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) حيث البعض غير داخلين ـ بعد ـ في السّلم وهم مؤمنون ، أم داخلون فيه وليس كافة ، أم وكافة ولكنهم يتبعون خطوات الشيطان ، التي تخرجهم عن كافة السلم ام عن السلم كافة.
فمثلت «الدخول في السلم ـ كافة ـ و : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) هنا مطلوب من (الَّذِينَ آمَنُوا) ولم يدخلوا ـ بعد ـ فيه كلا او بعضا ، ام لم