مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) ٢١٤.
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (٣ : ١٤٢) ـ (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (٩ : ١٦) ـ (أَحَسِبَ(١) النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) (٢٩ : ٣).
كلا! وانه حسبان قاحل باطل والدار دار الامتحان ، وعند الامتحان يكرم المرء او يهان ، فليس ـ فقط ـ الإيمان هو الكافل لهدى الصراط المستقيم ، بل وصمود الإيمان عند كل ابتلاء وإمتحان ، ولأن الأمة المرحومة هي آخر الأمم ورسالتها أكمل الرسالات ، جامعة لها أجمع وزيادة ، فلتحلّق عليها ابتلاءات الأمم كلها على ألوانها حيث النص (مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) الشامل لكل الأمم الرسالية برسلهم ، وكما ابتلي الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكل ما ابتلي به كل الرسل ، كذلك أمته ، فليأتها (مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا ..) ككلّ ودون إبقاء : ف (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (٨٤ : ١٩) سنن من كان قبلكم ، ولأنكم تحملون أعظم الرسالات الإلهية ، وانما يقدّر الابتلاء بقدر الحمل والثقل.
ولقد أصاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم الأحزاب وأصحابه بلاء وحصر(١) وكما قال الله : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٤٣ ـ اخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال نزلت في يوم الأحزاب ...