وتفصيل البحث يأتي في آية المائدة إنشاء الله تعالى.
(... وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).
لقد سألوا مرة (ما ذا يُنْفِقُونَ) فجاء الجواب صراحة في مورده وإشارة إلى مادته : (قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ...) وهنا يأتي الجواب عن نفس الصيغة في السؤال (١) (قُلِ الْعَفْوَ) فما هو العفو وله معان عدة؟.
أهو الزيادة كما تعنيها آية (حَتَّى عَفَوْا) أن زادوا : (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (٧ : ٩٥).
ومن العفو هنا لازم العافي زيادة في نفسه ومنه الزيادة في متعلقاته ، إذا فواجب الإنفاق هو الزائد عن الحاجة المتعودة الخارجة عن الإسراف والتبذير ، ما دامت حاجات المحاويج قائمة ، فردية وجماعية ، فهو «ما فضل عن قوت السنة» (٢) وهو «الكفاف» (٣) يعني كفاف المحاويج.
__________________
ـ وفي نور الثقلين ١ : ٢١٠ عن الكافي عن أبي الحسن (عليه السّلام) قال : الزرد والشطرنج والاربعة عشر بمنزلة واحدة وكل ما قومر عليه فهو ميسر.
(١) الدر المنثور ١ : ٢٥٣ ـ أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان نفرا من الصحابة حين أمروا بالنفقة في سبيل الله أتوا النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقالوا : إنا لا ندري ما هذه النفقة التي أمرنا بها في أموالنا فما ننفق منها فانزل الله (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ ...)
(٢) المجمع عن الباقر (عليه السّلام) ان العفو ما فضل عن قوت السنة ، وفي الدر المنثور ١ : ٢٥٣ عن ابن عباس في الآية قال في الآية : ما يفضل عن أهلك وفي الدر المنثور ١ : ٢٥٣ اخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول المرأة إما ان تطعمني واما ان تطلقني ـ