(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ... وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ٢٢٣.
حرث الأرض حرثا أثارها للزراعة ، فحرثية النساء ـ إذا ـ هي إثارتهن بإتيانهن في المأتى زرعا للنّطف ، فإتيانهن في غير المأتى كالأدبار تخلّف عن كونهن حرثا ف «إنما الحرث موضع الولد» (١).
فكما الأرض القاحلة المجدبة لا دور لها في الحرث ، والبذر فيها تبذير ، كذلك إتيان النساء من غير منبت الإخصاب والزرع تبذير للنطف وتهدير ، ومهما سمح في اللقاح في الإفراغ ولكنه قد يفلت ويزرع ثم ودائب الإفراغ عزلا وسواه محظور.
ولو لم يكن للنساء فروج كن كالرجال في عدم السماح لإتيانهن ، فانما الهدف الأسمى من الزواج هو الإيلاد ، مهما سمح لتركه أحيانا لعذر وسواه.
و «أنى شئتم» هي طليقة في الزمان دون المكان وإلّا لكان «اين شئتم» ولو كان مكان الإتيان طليقا كما الزمان لكان «اين» بديلا عن «أنى» حيث تشمل كل مكان محلقا على كل زمان.
فإتيان حرث النساء أنى شئتم ليس ليشمل إتيانهن في غير حرثهن في أي زمان ، وليس «أنى شئتم» إلّا ضابطة عامة عرضة للاستثناء كما استثنيت حالة الحيض والصيام والإحرام والاعتكاف وما أشبه ، وكذلك مكان المسجد وما أشبه.
وليس «فأتوا» إيجابا لإتيانهن حرثا وسواه ، بل هو سماح ، لوردوه بعد
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٥٨ في حديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد نزول آية الحرث جوابا عن شطحات اليهود.