برحمة عامة رحمانية ، كالضرورات الحيوية للإنسان مؤمنا وسواه ، أم حاجة حاصلة بما منح الإنسان من حول وقوة كما الأكل والشرب أما شابه ، فلا دعاء هنا وهناك.
وحاجة مستحيلة بطبيعة الحال ، او مصلحيا ، وكذلك الأمر ، ثم عوان بينهما من الحاجيات الممكنة ، سواء التي له فيه شأن ولا تكفي محاولاته للحصول عليها ، او التي انقطعت الأسباب دونها ، فهنا لك الدعاء ولا سيما فيما تكلّ فيه الأسباب.
فلا دعاء ـ إذا ـ إلّا في الممكن المعقول ، المحتمل صلاحه ، حين استأصلت دونه طاقته ، فليستمد بحول الله وقوته بشروطه المذكورة في حقل الدعاء.
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ١٨٧.
«أحل لكم» امتنان علينا بما أحل لنا من محرم علينا ، حيث الإحلال ليس إلّا عن عقد التحريم ، فليكن الرفث الى النساء معقودا علينا محظورا ليلة الصيام من قبل حتى يصح «أحل» إضافة الى دلالة (تَخْتانُونَ ... فَتابَ ... وَعَفا .. فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ) فهي خماسية الادلة اللفظية هنا على سابق حظر