أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧))
آيات خمس تتكفل بيان فرض الصوم بشروط وجوبه او السماح له ، وكذلك حرمته في غيرها ، اللهم إلّا آية الدعاء ، ولكنها ايضا لها صلة وثيقة بزمن الصيام سؤالا ودعاء في أيامه ولياليه ، ولقد كان فرض الصوم ـ على هذه الأمة المفروض عليها مختلف الجهاد في سبيل الله ـ كان فرضا طبيعيا لزاما عليها لتقرير المسير الشائك الطويل الطويل ، تقريرا لعازم الارادة وثابت الجزم انفصالا عن شهواتها وأريحياتها! ، واتصالا روحيا بربها ، فانه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد ، واحتمال لضغوطها وأثقالها ، إيثارا لما عند الله ، واتقاء عما لا يرضاه الله (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ١٨٣.
أترى فرض الصيام هو «للمؤمنين خاصة»؟ (١) حيث الخطاب هنا
__________________
نور الثقلين ١ : ١٦٢ عن تفسير العياشي عن البرقي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ـ