الصلاة التي هي قمة الصلات بالله ، الذي لا فراق بيننا وبينه على أية حال ، في أي حلّ وتر حال ، ثم يكفّى البحث عن حنان الزوجين :
(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) ٢٣٨.
«الصلوات» هنا هي المفروضات ككل بما فيها صلاة الجمعة وهي من أوجبها ، و «الوسطى» هنا تخرج غير اليومية من المفروضات لأنها لا وقت لها محددا حتى تحل محلّا له وسط ام أول وآخر ، إذا فصلاة الآيات والأموات خارجة ، ام هي معنية بالصلوات دون حساب الوسطى ، فالوسطى إنما هي بين اليومية بما فيها الجمعة ، والصلوات هي كل الفرائض.
ولماذا «حافظوا» دون «احفظوا» وقد ذكرت المحافظة في ثلاث أخرى : (هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) (٦ : ٩٢) و ٢٣ : ٩ و ٣٤ : ٢٠) فما ذا تعني مربع المحافظة على الصلوات ككلّ؟
إنها حفظ بين جانبين ، هما العبد ـ في صلواته ـ والمعبود ، فكلما حفظ العبد حرمة المعبود في صلاته حفظه المعبود على علّاته : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (٢ : ١٥٢) (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (٢ : ٤٠) وكما يروى «احفظ الله يحفظك» ومن حفظه معيته الرحيمة في الدارين : (وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ) (٥ : ١٢) ، ثم هما المصلي وصلاته ، فكلّما حفظت صلاتك تحفظك صلاتك : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) (٢٩ : ٤٥) حفظا قدر ما تحفظها ، وكما تحفظك من البلايا كما تحفظها : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (٢ : ٤٥) ، وكما تحفظك شافعة لك في الأولى بعد الأخرى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ) (٢ : ١١٠).