وكما الخوف يسمح او يفرض القصر من الصلاة ، كذلك القصر من مقدماتها ومقارناتها وشروطها ، ففاقد الطهورين خوفا يصلي دون طهور ، ولابس الملابس المحظورة في الصلاة يصلي معها ان لم يقصر في تبديلها الى غير المحظورة ، وهكذا الأمر كضابطة تحكم بإقام الصلاة على أية حال ، إذ لا تترك الصلاة بحال ، مهما تقصر منها أو من واجبات لها عند الضرورات.
ومن لطيف الأمر هنا القفزة المفاجئة من أحكام الزواج والطلاق الى الصلوات والصلاة الوسطى ، ليعرف المؤمن ان عليه الصلة المعروفة المرضية بخلق الله على ضوء صلته بالله فان الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من أدخل على خلقه سرورا.
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ٢٤٠.
«يتوفون» قد تعني ما تعنيه (إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) فان الأزواج من الأقربين ، فهن إذا من ضمن الموصى لهم تشملهن آية الوصية (إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ).
كما و «وصية» حين تعني فرض الوصية على الذين يتوفون ، شاهد ثان على ان «يتوفون» تعني حاضر الموت دون واقعه.
و «أزواجا» هنا تعم الدائميات والمنقطعات ، والرجعيات من المطلقات ك «أزواجا» في آية العدة : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ...) وهن كلهن غير مقيدات بشرط الدخول.
أترى (مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ) هنا هي عدة الوفاة الأولى ، المنسوخة بآية العدة