مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥) لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) (٢٨٦)
آية الدّين هي أطول آية في الذكر الحكيم مما يدل على طول ذي الطول في حقل الدّين حفاظا على الأموال ألّا تهدر ، لأنها من خير الوسائل للحفاظ على الدين والدينين.
فواجب الحفاظ على الأموال هو من النواميس الخمسة في شرعة الله ، فإنه خير وسيلة ظاهرية يتوسل بها للحفاظ على الأربعة الأخرى : نفسا ودينا وعقلا وعرضا ، مهما كان الأهم منها هو الدّين ثم الأربعة الأخرى حيث تستخدم للحفاظ على ناموس الدين.
وهذه الآية تحمل أبوابا فقهية ثلاثا هي الدين والتجارة والرهن ، والنقط الأساسية والمحاور الرئيسية من فروعها ، وهي في الحق تكملة للدروس السابقة في حقل التصرفات المالية سلبية وإيجابية ، في المعاملات الربوية ، والإنفاقات المجانية ، أم ببديل عديل كالقرض الحسن ، مما قد يخيّل إلى البسطاء أن الأصل