الغصب إلى التلف كما حكي عن الشهيد الثاني ، إذ (١) لم يعلم لذلك وجه صحيح ، ولم أظفر بمن وجّه دلالتها على هذا المطلب (٢).
نعم استدلّوا على هذا القول (٣) بأنّ العين مضمونة في جميع تلك الأزمنة التي منها زمان ارتفاع قيمته.
وفيه (٤) أنّ ضمانها
______________________________________________________
(١) تعليل لقوله : «وأضعف» والتعبير به إنّما هو لعدم الظفر بوجه دلالة الصحيحة على ضمان أعلى القيم ، وهذا بخلاف دلالتها على ضمان يوم الغصب ، فإنّها ليست ببعيدة ، ولذا استظهره جماعة كالفاضل النراقي وغيره ، وكذا المصنّف في بادئ الأمر ، وإن عدل عنه إلى ترجيح اعتبار قيمة يوم التلف.
(٢) قد وجّهه صاحب الجواهر قدسسره كما أشرنا إليه آنفا ، لكنه ضعّفه لكونه ضمانا تقديريا لا تحقيقيّا ، فراجع.
(٣) كذا في مفتاح الكرامة والجواهر (١) أيضا ، والمستدلّ بهذا الوجه جماعة ، منهم الفاضل المقداد وابن فهد الحلّي قدسسرهم. وكذا الشهيد الثاني (٢) ، إلّا أنّه ناقش فيه واعتمد على صحيحة أبي ولّاد ، فراجع المسالك.
وكيف كان فحاصل هذا الوجه الثاني القول بضمان أعلى القيم بين الغصب والتلف هو : أنّ العين مضمونة في جميع أزمنة الغصب والمخالفة ، ومن تلك الأزمنة زمان ارتفاع قيمتها ، ولا تفرغ الذّمّة بدفع قيمة يوم الغصب أو يوم التلف لو كانت أقلّ القيم في هذه المدّة ، لفرض اشتغال الذّمّة بالقيمة العليا.
(٤) هذا ردّ الوجه المزبور لإثبات ضمان أعلى القيم بين الغصب والتلف ، وهو مذكور ـ مختصرا ـ في كلام الشهيد الثاني والسيّد العامليّ وصاحب الجواهر (٣) قدسسرهم ،
__________________
(١) مفتاح الكرامة ، ج ٦ ، ص ٢٤٤ ؛ جواهر الكلام ، ج ٣٧ ، ص ١٠٤.
(٢) لاحظ : التنقيح الرائع ، ج ٤ ، ص ٧٠ ، المهذّب البارع ، ج ٤ ، ص ٢٥٢ ، مسالك الأفهام ، ج ١٢ ، ص ١٨٧.
(٣) مفتاح الكرامة ، ج ٦ ، ص ٢٤٤ ، جواهر الكلام ، ج ٣٧ ، ص ١٠٤ ، مسالك الأفهام ، ج ١٢ ، ص ١٨٧.