الوقفية الثامنة عشرة : مفتتحة بعد البسملة بقوله : الحمد لله الذي وفق من وقف عند حدود الشرع المبين إلخ. وقف فيها على المدرسة وتوابعها الوجيه الماجد محمد أمين آغا بن المرحوم علي آغا بن طاهر آغا اليكن إحدى وعشرين دارا أنشأها من غلة الوقف التي اجتمع له معظمها من بدل الأحكار المعجل والمؤجل عن عرصات بساتين الواقف السالفة الذكر التي حكرها في أيام توليته. أنشأ هذه الدور على عرصات تجاور جادة الجسر الجديد التي أشرنا إليها في حوادث سنة ١٣١٧ شرقي الجسر في الصف المتجه إلى الجنوب ثماني دور وفي الصف المتجه إلى الشمال اثنتا عشرة دارا والدار الحادية والعشرون في محلة الجميلية مطلة على المكتب الأعدادي المعروف الآن بالمكتب السلطاني يفصل بينهما الطريق. غلة هذه الدور تبلغ في السنة ألفا وسبعمائة ذهب عثماني على أن الفضل في إنشائها خصيص بمتولي هذا الوقف أمين آغا المومى إليه فجزاه الله خيرا وأجزل أجره.
كانت أوقاف هذه المدرسة وملحقاتها منذ خمس وعشرين سنة آخذة بالانحطاط وكانت غلاتها في تناقص مستمر حتى نزلت إلى درجة كادت تعجز عن القيام بالنفقات التي وقف هذا الوقف من أجلها ولا سيما حينما ظهرت المطاحن النارية فإن الطواحين الموقوفة لهذه المدرسة أصبحت في رادة العدم إلى أن كانت سنة ١٣١٧ وفتحت الجادة المذكورة أقبل الناس على بناء الدور والمنازل إقبالا زائدا خصوصا بعد ما صار الشروع بتأسيس محطة الشام سنة ١٣٢٣ أو أصبحت هذه الجادة هي المهيع الأعظم إليها فقد تهافت الناس على إقامة المباني العظيمة على طرفيها وأرتفع بدل الحكر على الذراع من خمس الليرة العثمانية إلى ثلاث ليرات وما زال في ارتفاع حتى بلغ سعر كل ذراع من أطراف هذه الجادة خمس ليرات وهو لم يبرح بارتفاع مستمر. وقد حكر من أطراف هذه الجادة وفروعها وبساتين هذا الوقف التي في جوارها عشرات الألوف من الأذرع مع بقاء البساتين على ما كانت عليه بحيث لا تقل مساحة الفاضل منها عن مليون ذراع مربع. فهذه العناية الإلهية هي التي أحيت المدرسة وملحقاتها وأعادت إليها رونق الشباب بعد إشرافها على الهرم هذه الجادة تعتبر الآن أشرف جادات حلب وأنزهها وقد ازدحمت فيها المباني العظيمة من الدور والمطاعم والفنادق وبيوت القهاوي والملاهي والملاعب ومسارح التمثيل وغير ذلك من المباني التي لا يضاهيها غيرها من بقية المباني في مدينة حلب.
تنبيه في ماء الجامع والسراي المذكورين : اطلعت على حجة شرعية باللغة التركية متوجه