وأرسل للشهبا الوزير محمدا |
|
فأسدى بها المعروف للعام والخاص |
وأنشأ فيها مسجدا دام عامرا |
|
بذكر وتوحيد مدى الزمن القاصي |
وأخلص في إنشائه متضرعا |
|
إلى ربه العافي عن المذنب العاصي |
وقال لسان الحال إذ تم أرخوا |
|
بنى مسجدا لله داعي باخلاص |
أقول : محمد باشا هذا لم يكن واليا في حلب إنما حضر إليها لإصلاح بعض أحوالها وأمر بعمارة هذه الزاوية من ماله فعمرت في غيابه عن حلب وكتب له بنجازها فأمر بشراء أملاك وقفها عليها.
بقية آثار هذه المحلة
مكتب الحموي (١) أنشأه الحاج محمد بن داود المغربي سنة ٩٦٨ وجدده ووقف عليه الحاج (حسن بن عبد الرحمن الحموي) وهو تجاه جامعه ، سبيل الحموي في جنوبي جامعه تجاه بوابة الحموي أنشأه الحاج حسن المذكور وفي غربي هذا السبيل تربة الحموي فيها بعض قبور لا أعرف من هو الذي بناها وهي مشرفة على الخراب ، مسجد السنكري في زقاق السنكري في شرقي المحلة قرب باب بالوجه (٢) الذي هو أحد أبواب حلب ، قسطل السعدي تحت جامع الصروي أنشأه (علي بن سعيد الملطي) المتقدم ذكره ، مسجد زقاق الدولاب أي دولاب حمام نفيس المعروف بحمام البياضة ، سبيل في شمالي باب تكية إخلاص ، جب سبيل في زقاق الجذبة داخل زقاق القسطل الطويل أنشأه (أحمد بن محمد بن صالح الجذبة) وفي المحلة مصبنة الحموي قرب جامعه وهي جارية في وقفه وقاسارية الدولاب قرب قبو المسلاتية ، وقاسرية الشهبندر قرب جامع الصروي من شماليه ، وفرنان ، ومداران ، وقهوة ، وحمام يعرف بحمام البياضة تجاه جامع الصروى بميلة إلى الجنوب وهو مما أنشأه جمال الدين أبو المحاسن ابن الزيني نفيس بن عبد الصمد أحد أعيان الخواجكية في وقته بحلب سنة ٨٥٤ وكان من جملة أوقافه على تربته النفيسية الآتي ذكرها في محلة مستادم بك (٣).
__________________
(١) هو دار قرآن بنيت في القرن السادس عشر الميلادي وهي بمحلة البياضة اليوم.
(٢) باب بالوج هو أحد أبواب حلب قديما كان يقع إلى الشرق من القلعة بين باب بانقوسا وباب النيرب.
(٣) مستدام بك (محلة) : سميت نسبة إلى مستدام بك ابن عبد السلام أحد عتقاء السلطان قانصوه الغوري الذي وقف أوقافا كثيرة لجامع النفيسة الذي سمي بعد ذلك بجامع المستدامية.