حارة القرباط (خ)
عدد بيوتها ٧٩
وعدد سكانها ٣٩٢
الذكور منهم ١٨٠ والإناث ٣١٢ كلهم مسلمون. هذه المحلة في شرقي جامع التوبة بينهما مسافة غلوة والأتراك يسمون أهلها قبطا وهم بالحقيقة من عرق هندي ولغتهم الخاصة بهم شبيهة ببعض لغات الهنود. وهم مسلمون يقومون بشعائر الدين الإسلامي بتمامها فيصومون ويصلون ويحجون ويتصدقون ويوجد الكثير من أسرهم في هذه المحلة من يسكن في بيت من الشعر وصنعتهم الوحيدة عمل المناخل والغرابيل ورقم الطبول والدفوف والكوبات (١) من أذناب الخيل وجلود الدواب الميتة فمتى هلكت دابة عند أحد في أي ناحية من نواحي البلدة لا تلبث غير قليل حتى يحضروا سراعا فيسلخون أديمها ويسحبون إلى محل القاذورات فيطرحونها فيه وربما أخذ بعضهم شيئا من لحمها فطبخه وأكله وهم يتاجرون بجلود الدواب الميتة وفيهم الأغنياء وأهل اليسار وقد اشتهر منهم عدة رجال بالثقافة ومهارة الرمي والاصطياد بالرصاص والمشهور عنهم أن لغتهم واحدة في جميع أطراف الدنيا بحيث يتفاهم بها الشرقي والغربي منهم تفاهما لا يعتريه نقصان وإنهم متى توطنوا بلدا دانوا بدين العنصر الغالب عليه. على أن الجهل مستول عليهم وشحهم مما يضرب به المثل عندنا لشديد الحرص كأنك قرباطي. على أنه يوجد في بعضهم من السخاء ما لا يوجد في كثير من الأغنياء.
__________________
(١) مفردها كوب وهي الطبل الصغير المخصّر.