فكم أضاء لسار في بدايته |
|
فحاز سبل التناهي وارتقى نزلا |
فقلت مذ غاب عنا في مؤرخه |
|
هلال أفق الهدى في رحمة أفلا |
سنة ١١٤٧
ولما مات خلفه (الشيخ أبو بكر الهلالي) الدار عزاني بإشارة من أستاذه المذكور. فاستمر شيخا في هذا المسجد إلى أن مات ودفن به. وقد خلفه ابنه محمد هلال وكان مباركا معتقدا فأجرى أحد ولاة حلب ماء من قناتها إلى هذا المسجد حبا بالشيخ المذكور وبعد مدة اشترى أحد مريدي هذا الشيخ دارا ملاصقة للمسجد وأضافها إليه فوسع بها صحنه وقبليته. وهذا المريد هو يوسف آغا ابن مصطفى الموصلي عربي كاتبي توفي سنة ١٢١٣ ودفن في الزاوية وقد وقف عليها هو وغيره عدة أوقاف وصارت من أجلّ زوايا السادة القادرية المشهورة في حلب. وتقام فيها الصلوات والجمعة والذكر عصر كل جمعة والخلوة الأربعينية في فصل الشتاء مكتوب على بابها :
ربّ هب لي مكانة قادرية |
|
وتقبّل ما شدته للبرية |
روضة العلم والطريقة أرخ |
|
فهي حقا تكية اليوسفية |
المدرسة المقدمية
تعرف الآن بمدرسة خان التتن لأنها في زقاقه. وقد يقال له زقاق المدار ، وكان يعرف قديما بدرب الحطابين أو بدرب ابن سلار وهذه المدرسة غربي جامع بهرام باشا بينهما زقاق معطل كان يعرف بزقاق السودان. وهي إحدى الكنائس الأربع التي ضبطها القاضي ابن الخشاب على ما سبق لنا بيانه في الكلام على النصارى وبعد أن جعلها مسجدا للمسلمين بناها عز الدين بن عبد الملك المقدم مدرسة ويقال إن المدرسة الشرفية بنيت على مثالها وأضاف إليها عز الدين دارا كانت إلى جانبها وابتدأ بعمارتها سنة ٥٤٥ وكملت سنة ٥٦٤ ومن جملة أوقافها حصتان بقرية سعد الأنصاري (١) : مكتوب على نجفة باب المدرسة (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما وقفه تقربا إلى الله تعالى في أيام الملك العادل محمود بن
__________________
(١) أصبحت هذه القرية ضمن مدينة حلب ، سميت كذلك لأن بها مشهدا لسعد الأنصاري ، ويعتقد أنه يضم رفات عبد الله الأنصاري المشهور اليوم باسم سعد الأنصاري.