نهر جيحان ـ فاستولوا عليها ، ثم فتحوا عدة قلاع في تلك البقاع ، ثم عادوا إلى حلب سالمين.
وفي هذه السنة ولي حلب الأمير شهاب الدين أحمد بن القشتمري. وفي سنة ٧٦٢ وليها سيف الدين قطلوبغا الأحمدي. وفي سنة ٧٦٣ وليها سيف الدين منكلي بغا الشمسي. وفي هذه السنة ولي قضاء المالكية بحلب أحمد بن عبد الظاهر الدّميري عوضا عن القاضي شهاب الدين الرياحي ، وبقي إلى أن توفي سنة ٧٦٩ وفي سنة ٧٦٤ وليها ثانية قطلوبغا الأحمدي المذكور فمات بها بعد ثلاثة أشهر. وفي سنة ٧٦٥ وليها الأمير سيف الدين أشقتمر المارديني.
إبطال وكلاء الدعاوي
وفيها أمر السلطان الملك الأشرف بإبطال الوكلاء المتصرفين بأبواب مصر والشام لأنهم يتغلبون على الخصوم ويؤذونهم بما هو من كتب صناعتهم ، ويقبلون على إبطال الحقوق بقواعد معلومة بينهم ، ويلجئون موكليهم إلى الإنكار فقوبل المرسوم الشريف بالطاعة وبطل ما كانوا يعملون. وفي سنة ٧٦٦ ولي حلب سيف الدين جرجى. وفي سنة ٧٦٧ توجه المذكور ومعه العساكر إلى جزيرة من ديار بكر لمنازلة صاحبها الأمير خليل بن قراجا دلغادر (١) التركماني ، وهي من أخصب الجزائر وأحسنها ، وفيها قلعة أحكمها صاحبها. فشرع جرجى في حصارها وتردد إليها مدة أربعة أشهر فلم يظفر منها بطائل. ثم إن صاحبها
__________________
(١) كلمة «دلغار» محرفة عن ذي القدر ، وهي لقب طائفة من التركمان كانت في جهات الأناضول تحت حكم الدولة السلجوقية. وقد عرفت بالسخاء والشجاعة والبطولة في محاربة أعداء الدولة. وكانت مشاغب الأرمن قد كثرت في أطراف المملكة السلجوقية وعجزت الدولة عن إخضاعها ، ولا سيما في مرعش والبستان وما إليهما من تلك الجهات. فأقطعت الدولة قراجا بن ذي القدر الجهات المذكورة ، فقهر فيها الأرمن واستفحل أمره حتى استولى على عدة بلاد هو وأعقابه من بعده وصاروا دولة مستقلة وكانت وفاته سنة ٧٨٨ وكانت مملكة ذي القدرية : مرعش ـ وهي عاصمتهم ـ والبستان وملطية وعينتاب وعزاز وخرت بورت وبهسنى ودارنده وقيرشهر وقيسارية وحصن منصور وقلعة الروم وبلاد سيس وغير ذلك. وهم ينتسبون إلى كسرى أنوشروان ويقولون إن جدهم الأعلى كان يعرف بذي القدر ، وقد استمر ملكهم هذه البلاد إلى سنة ٩٢٨ وفيها كان انقراض دولتهم عن يد بني عثمان ودخولها في ممتلكاتهم. تلقيت هذه النبذة مشافهة من متصرف مرعش المرحوم عارفي باشا الذي كان قبل تولّيه المتصرفية رئيس كتاب في مجلس إدارة الولاية. (المؤلف).