وقد تؤول الأولى بإسقاط التأويل ، ان جماعة من المحرفين الكلم عن مواضعه اسقطوا تأويل آل ابراهيم عن آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهم أفضل آله.
وكذلك الثانية انهم فضلوا آل عمران على آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم المذكورون هنا دونهم.
والاصطفاء على العالمين درجات أدناها عالمي زمان المصطفى كما في آدم وأوسطها عالمي دور رسالته كما لنوح وابراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام) ، وأعلاها عالمي كل زمان كما في محمد المصطفى وآله المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
ذلك ـ ولأن «العالمين» الطليقة تشمل كل الكائنات العاقلة في الطول التاريخي والعرض الجغرافي ، فالاصطفاء المحمدي الطليق يحلق عليهم كلهم ، كما ان الاصطفاء الخاص بعالمي زمن آدم ونوح وآل ابراهيم وآل عمران يشمل مثلث الإنس والجن ومن لا نعرفهم تماما.
(إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣٥).
في «عمران» معاكسة النقل بين القرآن ـ حيث يعنيه أبا مريم ـ وبين التوراة إذ تعنيه أبا موسى : عمرام بمعنى قوم الله ـ ابو موسى
__________________
ـ داخلون في آل إبراهيم لأن رسول الله (ص) من ولد إبراهيم وهو دعوة إبراهيم ، وفيه عن الحجة (ع) لما يقوم الاستدلال بالآية كماهيه ومثله رواه العياشي عن سدير عن أبي جعفر عليهما السلام.
هذا ـ ومجموع الأحاديث الموافقة لنص الآية الآية أحدى عشر حديثا ، وفي أربعة إضافة آل محمد وفي واحد تبديل آل محمد بآل إبراهيم ، والأولى هي المصدقة ولو كانت أقل عددا ويرد إلّا ما خالف الآية حيث الأصل هو القرآن المتواتر الموجود.