هنا زكريا المكفل مريم لما يرى هذه الكرامة الربانية لها ، تتحرك عنده الرغبة في ذرية طيبة ، حكمة عالية مرغوبة فيها لامتداد الرسالة في نسله.
(هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ).(٣٨)
انه لم تكن حتى الآن لزكريا ذرية ، وطبيعة الحال في الدعاء انها عند انقطاع الرجاء ، وانقطاع الأسباب المتعودة لحصول المدعو له ، ف (هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ) الذي ربيتني بالتربية الرسالية وهي خارقة العادة (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) كخارقة أخرى.
و «من لدنك» استيهاب من رحمته اللدنية الخاصة ، ليست كالعادة
__________________
ـ عن الجفنة فإذا هي مملوأة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله فحمدت الله تعالى وقدمته إلى النبي (ص) فلما رآه حمد الله وقال : من أين لك هذا يا بنية؟ قالت يا أبت هو من عند الله ...
وفي نور الثقلين ١ : ٣٣٣ عن تفسير العياشي عن سيف بن نجم عن أبي جعفر عليهما السلام قال أن فاطمة ضمنت لعلي عليهما السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت (كنسه) وضمن لها علي (ع) ما كان خلف الباب نقل الحطب وأن يجيء بالطعام فقال لها يوما يا فاطمة هل عندك شيء؟ قالت لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاث إلّا شيء نقريك به قال : أفلا أخبرتني؟ قالت كان رسول الله (ص) نهاني أن أسألك شيئا فقال : لا تسألي ابن عمك شيئا إن جاءك بشيء عفوا وإلّا فلا تسأليه ، قال فخرج (ع) فلقى رجلا فاستقرض منه دينارا ثم أقبل به وقد أمسى فلقى مقداد بن الأسود فقال للمقداد : ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال : الجوع ، والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين (ع) قال : قلت لأبي جعفر عليهما السلام : ورسول الله (ص) حيّ؟ قال : ورسول الله (ص) حي ، قال : فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وسأوثرك به فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله (ص) جالسا وفاطمة تصلي وبين يديها شيء مغطى فلما فرغت أحضر ذلك الشيء فإذا جفنة من خبز ولحم ، قال : يا فاطمة أنى لك هذا.