ـ عند الله ثلاثا وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الأرض حيا وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا وإنما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لقوله عز وجل (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) فلم يقدروا على قتله وصلبه لأنهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيبا لقوله ولكن رفعه الله بعد أن توفاه فلما أراد أن يرفعه أوحى إليه أن يستودع نور الله وحكمته وعلم كتابه به شمعون ابن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ففعل ذلك.
وفيه عن الرضا (ع) قد قام عيسى (ع) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين ، وفيه ٢٥٧ عنه (ع) قال: إن الله احتج بعيسى (ع) وهو ابن سنتين.
وفي بحار الأنوار ١٤ : ٢٥٦ عن الكافي الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال كنت واقفا بين يدي أبي الحسن (ع) بخراسان فقال له قائل : يا سيدي إن كان كون فإلى من؟ قال : إلى أبي جعفر ابني ، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر عليهما السلام فقال أبو الحسن (ع) : إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم عليهما السلام رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر.
أقول : لا يدل «أصغر» هنا على أنه منذ مهده ، فلعله كان منذ سبع أو ثمان قبل التسع التي كان عليها أبو جعفر (ع) وكما في البحار ١٤ : ٢٥٥ عن الكافي عن يزيد الكناسي قال : سألت أبا جعفر (ع) كان عيسى بن مريم عليهما السلام حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال : كان يومئذ نبيا حجة الله غير مرسل أما تسمع لقوله حين قال : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ)؟ قلت : فكان يومئذ حجة الله على زكريا (ع) في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال : كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة الله من الله لمريم عليها السلام حين تكلم فعبّر عنها وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان وكان زكريا الحجة لله عز وجل على الناس بعد صمت عيسى (ع) بسنتين ثم مات زكريا (ع) فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير أما تسمع لقوله عز وجل : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ، فلما بلغ عيسى سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى إليه فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين وليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة على الناس منذ خلق الله آدم (ع) وأسكنه الأرض.