ثم (فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) تعبير مكرور في القرآن عن كل كائن على طول خط التكوين ، ظرفا لواقع «شيء» ومظروفه ، دون إبقاء لكائن إلا وهو شامله.
(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ٦.
(فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨٢ : ٨) (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) (٦٤ : ٣) ولا أنتم الناس فحسب ، بل و (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) (٥٩ : ٢٤) لكل صورة ، ولا يخلو أي خلق من صورة هي منه تعالى كخلقه سواء.
«هو» لا سواه (الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ) بالصورة الإنسانية بجزئيها الروحية والبدنية ، روحية عامة هي الروحية الانسانية ككل ، المشتركة بين الكل ، وأخرى خاصة حيث تختلف الأرواح من جهات عدة قابلية وفاعلية واستعدادا أماهيه ، وبدنية عامة مشتركة وهي الهيكل الإنساني المشترك بين الكل ، واخرى خاصة هي مختلف الصور والشاكلة ظاهرة وباطنة ، وكل هذه الأربع داخلة في نطاق «يصوركم» هنا وفي سواه : (صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) حيث (خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) في جزئيه فلا أفضل منه نوعيا اللهم إلا فضيلا مثله وهو القليل : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً).
وأرحام النساء ، مهما كانت خلقية ، ام مصطنعة ان أمكنت (كَيْفَ يَشاءُ) لا ما يشاءه سواه (يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ).
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) في ايّ من اختصاصات الألوهية كالخلق والتصوير والتدبير والتقدير «العزيز» في ألوهيته «الحكيم» فيها ، فلا يغلب ولا يخطأ او يجهل او يغفل.