صلبه ، بل و «شبه» غير المسيح كالمسيح «لهم» هؤلاء الذين أرادوا قتله ، واما الحواريون فقد بشرهم المسيح ان الله رافعه اليه وان «ايدي اليهود لم تمسه» : «فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه. فقال لهم يسوع انا معكم زمانا يسيرا بعد ثم امضي الى الذي أرسلني ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون انا لا تقدرون أنتم ان تأتوا» (يوحنا ٧ : ٣٢ ـ ٣٤).
وفرية المكر على بعض حواري المسيح (عليه السلام) تدفعها صيانة الحواريين حسب القرآن ، وأن ضمير الجمع في «مكروا» راجع الى «الذين كفروا» مهما تقدم واحد منهم لتحقيق مكرهم أن دلهم على مكانه مكرا بما اشتروه منه بثمن بخس دراهم معدودة ليحققوا مكر القتل والصلب بحقه او وان يهوذا كان حسب الظاهر من حوارييه منافقا في مظهره فدل على مكانه.
(إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) ٥٥.
(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ إِذْ قالَ اللهُ) فالمكران هما متقارنان ، وتوفّيه (عليه السلام) ورفعه هما من تتمة مكر الله حيث «شبه لهم» أولا ورفعه أخيرا فنجاه من بأسهم وبؤسهم.
وترى (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) تعني توفي الموت؟ وهو حسب اللغة ومصطلح القرآن أعم من الموت! فهو لغويا الأخذ وافيا ، سواء كان توفيا يحلق على الإنسان إماتة : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) (٣٢ : ١١) حيث يأخذ الأرواح والأجساد في قبضة الصيانة فلا تضل عنه مهما ضلت عمن سواه ، ام إنامة : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) (٣٩ : ٤٢) حيث تضم النوم الى خضمّ التوفي وهو أخذ الروح الانسانية عن البدن والروح