ومما تدل عليه آية المباهلة ان أبناء البنت هم أبناء أبيها كما هم آباءهم فان «أبناءنا» لا تعني الا الحسنين.
إذا فكل أبناء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من فاطمة هم ذريته دون فرق بين المنتسبين بالأب والأم او المنتسبين بأحدهما إليها سلام الله عليها.
ولا دليل لمن يختص سهم السادة بالمنتسبين إليها بآباءهم الا الشعر والحديث الجاهليين فليضربا عرض الحائط فان «ادعوهم لآبائهم» انما هي للأدعياء ، فهل ان الحسنين ـ كذلك ـ من الأدعياء؟.
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) ٦٣.
«القصص» ككل هو اتباع الأثر تحسسا عما فيه أثر لتبني الحياة الحسنى ، وهكذا يقص القرآن القصص الحق الذي لا مرية فيه ، رفضا للقصص الباطل الذي ملأ الأجواء المضللة.
«ان هذا» الذي قص من قصة الحوار بين الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونصارى نجران (لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) وهو المختصر المختصر (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ـ (فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن ذلك التوحيد الوحيد ، الى توحيد الثالوث ـ بزعمهم ـ الوهيد (فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) عقيديا ـ ف :
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (٦٤).
الشرائع الكتابية مهما اختلفت في البعض من طقوسها العبادية ليست