وهم الذين يفسرون الكتاب حقه كما أنا الرسول.
ولو أن هناك غير الكتاب والسنة هاديا الى الصراط المستقيم ـ من إجماعات وشهرات ونظرات واجتهادات بقياسات واستحسانات واستصلاحات وأشباهها من غير الكتاب والسنة ـ لجاء ذكره ـ وإن مرة يتيمة او اشارة ـ في الذكر الحكيم.
فانما هو الاعتصام بالله في خضم الضلالات والتضليلات مهما قويت فان الله أقوى والمضلون هم أضعف وأغوى.
وماذا بعد الهدي الى صراط مستقيم ، فالمؤمن كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف ... وهنا اعتصام فردي للحفاظ على الايمان الفردي ، دفعا لمكائد الصادين عن سبيل الله ، ثم اعتصام جمعي جماهيري للمؤمنين بالله يعصمهم عن المكائد الجماهيرية الكافرة ، ويحافظ على دولة الايمان عالية خفاقة ، تبين الآيات التالية شروطا متأصلة لذلك الاعتصام.
هذه الآيات تبين لنا الشروط الايجابية الأربع والسلبية الثلاث والنتائج المنتوجة على ضوء تطبيقها ومنها (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً ...) :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (١٠٢).
ركيزة أولى بعد الايمان تقوم عليها الجماعة المسلمة تحقيقا لكيانها وتأدية لدورها ، صمودا في وجه أعداءها الألداء ، هي تقوى الله حق تقاته والموت مسلما ، فبدون هذه الركيزة تكون الأمة فالتة في تجمّع جاهل قاحل مهما ملكت من ادعاءات وحملت من أسماء براقة مشرقة ك : «المؤمنون».
(اتَّقُوا اللهَ) ولكن كيف وكم وإلى اين؟ (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) كما وكيفا (وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) مدى وغاية ، أن تصبح حياة الإيمان تقوى حقة