الأمة الآمرة الناهية ، وهم عدول الأمة الإسلامية وربانيّوها ، المتوفرة فيهم شروطات الأمر والنهي ، حيث الخطاب يخص السابق ذكرهم في (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ)؟ فكذلك الأمر في ثاني الأمرين وهو أممية ذلك الفرض الرسالي دون اختصاص بالدعاة المسلمين!.
فهم الأمة الوسط بين الرسول والأمة ، التي وجبت لها دعوة ابراهيم (عليه السلام) (١) : (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) (٢ : ١٢٨).
ذلك! مهما شملت هذه الأمة في ذيلها ربّانيّ الامة الاسلامية ، فهما ـ بين كل الأمم الداعية في التاريخ الرسالي ـ خير امة أخرجت للناس وهم كل المرسل إليهم ، أم هم المسلمون الأوّلون إذ كانوا خير أمة آمرة ناهية مؤمنة؟ ومتى كانوا هم كلهم كذلك ثم تحوّلوا عن ذلك! أفي العهد المكي؟ ولم يكن هناك أي مجال لأمر او نهي أللهم إلّا امن الحفاظ على أنفسهم وعقائدهم! ام في العهد المدني؟ والآية نازلة فيه! أم في بدايته؟ والنهاية كانت أحسن من البداية وقد تمركزت دولة الإسلام!.
ثم وهم بداية ونهاية في ذلك العهد لم يكن الآمرون منهم والناهون إلّا الأقلين ، وكما الحالة نفس الحالة في كل الأدوار الإسلامية!.
هنا «أمة» هم الأمة الآمرة الناهية ، فالآمرون الناهون من المسلمين هم خير الدعاة في تاريخ الدعوات (٢) على مدار الزمن الرسالي ، لا سيما بمن
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٣٨٢ في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) قال : يعني الأمة التي وجبت لها دعوة ابراهيم (عليه السلام) فهم الأمة التي بعث الله فيها ومنها وإليها وهم الأمة الوسطى ، وفي تفسير البرهان (١ : ٢٠٧) القمي في
(٢) الدر المنثور اخرج جماعة عن معاوية بن حيدة انه سمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في هذه الآية قال : انكم تتمون سبعين امة أنتم خيرها وأكرمها على الله.