عن الايمان بالرسالة الأخيرة مع الحفاظ على أصل الإيمان ، فهو يدخل القاصرين في المؤمنين.
وترى بإمكان الفاسقين منهم ان يضروا خير أمة أخرجت للناس ، المتوفرة فيها المواصفات السابغة السابقة؟ كلا! :
(لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) ١١١.
الأذى هي دون الضرر او الضرر الأدون وإلّا لتناقض المستثنى منه إلا بانقطاعه منه ، وعلّ القصد منها ما يقولونه بألسنتهم تعريضا بكم وتعييرا لكم ، دون واقع الاصطدام بإيقاع الغليظ المكروه الشديد.
ام وأذى الجراح والقراح والقتل بدنيا إن يقاتلوكم ، دون ضرر الغلبة بحجة أم سلطة عسكرية أماهيه ، فحسن استثناء «أذى» من (لَنْ يَضُرُّوكُمْ) حيث إن تلك الأذى هي بالنسبة لتلك الإضرار كأنها لا تضر إذ لا تؤثر عميقا ولا تجحف ، فحاصل المعنى «لن يضروكم الا ضررا قليلا».
ولم تذكر الأذى في سائر القرآن إلّا في قليل الضرر اللهم إلا إذا أفردت بذكر ، فعامته ك (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ).
ذلك ومتى بلغ الأمر الى المدافعة والمقاتلة وانتهى الوعيد إلى المواقعة كان المؤمنون أقوى ظهورا وأشدا استظهارا ، والكفار أنقض ظهورا وأضعف عمادا وأكثر استدبارا ، وذلك من ملاحم الغيب ودلائل صحة هذه النبوة السامية وكما رأينا في ماضي تاريخنا المجيد أن اليهود لم يقاتلوا المسلمين إلا منحوهم أكتافهم وأجزروهم لحومهم كبني قريظة وبني قينقاع ، ويهود خيبر وبني النضير وكم لهم من نظير!.