يحيطكم علما بمكائدهم ومصائدهم فتحذروهم مهما كانوا أقوياء فإنهم كائدون أغوياء ، وان الله لا يهدي كيد الخائنين ، وهو الذي يجازيهم بكيدهم فإنه بما يعملون محيط علما وقدرة.
وهنالك محور الرجاء لمس المصيبة وإصابتها هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم الذين معه : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ. قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (٩ : ٥١).
فيا عجباه من غفوتنا وغفلتنا حين تصفعنا التجارب المرّة من هؤلاء المنافقين مرة تلو مرة ولكننا لا نفيق ، ونرى المؤامرات تترى علينا بمختلف الأزياء بل اننا فيها نحيق ، فاتحين لهم قلوبنا ، وآخذيهم رفقاء الطريق ، فمن هنا نذل ونضعف ونستخذى ونلقى كل عنت وخبال حيث يدس في صفوفنا.
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٢٢).
من السيئات التي أصابت المسلمين هي الهزيمة العظيمة في أحد ، ففرحت بها أعداءهم من أهل الكتاب والمشركين ، وهكذا ترتبط آية الغدوّ بسابقتها : (وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها).
وهنا تذكرة عابرة خاطفة بغزوة أحد وسبب الهزيمة ، ثم انتقالة إلى غزوة بدر السابقة عليها تدليلا على استمرارية الرحمة الغالية الربانية لهذه الأمة ما قاموا بشروطها ، وأن هزيمة الحرب هي من قضايا الهزيمة عن واجب التطبيق للإمرة الرسالية في حقل الحرب ام وسواها.