شرذمة من أهل الكتاب في ذمة الإسلام ، لا دور لهم في الحكم.
فكل نصر من الله للمؤمنين محدد بحدود صبرهم وتقواهم حتى يصل الأمر الى اصحاب صاحب الأمر الذين هم نخبة التاريخ الرسالي ككلّ ، أصحاب ألوية وجيشا وأنصارا آخرين من الراجعين معه ، عجل الله تعالى فرجه.
ذلك! وبصورة عامة الكبت كتب على الكافرين على مدار الزمن قليلا او جليلا ف: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥٧ : ٥).
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) (١٢٨).
ترى ما هو الأمر المسلوب عنه مستغرقا ، وبماذا نصب «او يتوب او يعذبهم»؟.
أتراه كل أمر حتى المختارة في حقل التكليف؟ ويعارضه واقع الإختيار وأدلته في الكتاب والسنة ، وبراهينه العقلية والفطرية! ثم ولا رباط بين سلب الإختيار وموقف الحرب المحرّض فيها بتقديم كل مكنة ممكنة ، وبالصبر والتقوى! ثم (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ) وهما ليسا من أمره لا تخييرا ولا تسييرا.
فلا رباط لهذه الجملة ولا تعلق في تصحيح مذهب المجبرة المسيّرة ، الواهي المتهافت ، وهم يسمعون الله تعالى يأمر نبيه أن يدعو الكفار إلى الله ، مكررا دعاءه على أسماعهم ، مصرا على إصغائهم ، ناهجا لهم طريق الإيمان ومناره ، ومنذرا ومحذرا ، وموقظا ومبشرا ، وآخذا بحجزهم من التهافت في النيران ، فكيف له من أمر التكليف شيء؟!.
ام هو أمر الأمر والنهي بعد الدعوة؟ وهما معها قوائم ثلاث لكيان الداعية