هنا «سارعوا» وفي الحديد (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢١) ، فلا بد من سباق في سرعة وسرعة في سباق ـ على مدار حياة التكليف ـ (إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) وهي كما لمحنا إليه لا تخص مغفرة عن عصيان ، بل وعن عروضه ، ثم مغفرة في ترفيع درجة ، فهي مثلث من المغفرة لكلّ زاوية أهلها حسب سباقه ومسارعته.
وقد يروى عن رسول الهدى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سبب نزول هذه الآية انها تفضيلة للأمة المرحومة على سائر الأمم (١) ولكنها مؤوّلة بما لا ينافي عدل الله ، فانما هي مزيد الرحمة.
واما (جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) فتراه عرضا وجاه الطول؟ وليس (السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) هما ـ فقط ـ عرضا حتى يقابل عرضهما طولهما!.
أم هو عرض السعة السطحية؟ فكذلك الأمر فإنهما كرتان معمقتان دون سطح فقط كما ليستا عرضا فقط!.
ام هو سعة السماوات والأرض بمثلث العرض والطول والعمق الدائرية أماهيه؟ وهذا هو المعنى الصالح هنا للعرض ، حيث العرض في المسطحات هو أقل الامتدادين وأكثرهما ، وفي المجسمات هو اقصر الامتدادات الثلاث
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٧٢ ـ اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن أبي رياح قال قال المسلمون يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه أجذع انفك أجذع اذنك افعل كذا افعل كذا فسكت فنزلت هؤلاء الآيات (وَسارِعُوا) ـ الى قوله ـ (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا أخبركم بخير من ذلك ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم.